الرئيسية / مقالات / نعم للإخوان وسحقا للجميع !!

نعم للإخوان وسحقا للجميع !!

mbhبالطبع كل من قرأ العنوان اما انه دخل مؤيدا منتظرا وصلة مديح عريضه لتيار الأخوان المسلمين او انه قد دخل ليجهز سيلا من السباب و الشتائم لهذا الأرعن الذي يدعم الأخوان !!!!!!!!

الحقيقه انني لم اكن اخوانيا في يوم من الأيام ولا أعتقد ان الأيام قد تغير فكري .. ليس اعتراضا عليهم ولكن لأنني لست مؤيدا للمنظومه الفكرية للأخوان .. ربما يكون التوجه الديني للجماعه يدغدغ مشاعري كثيرا فأنا من أنصار الدوله الإسلاميه الحقيقيه ولكنني اري احيانا ان السلوكيات العامه للجماعه و اعلامه كثيرا ما تعارض الإسلام وهذا في حد ذاته اشد خطرا علي الإسلام ..

قبل ان تبدأ في الإستغراب من كلامي فربما تجد بعض التناقضات فيها وتبدأ في التفكير في العنوان المستفز الذي وضعته وفي الحقيقه انا اعنيه تماما ومؤمن به حتي لحظة كتابه هذه السطور …

كلمة نعم للأخوان هنا ليس معناها التأييد ولكنني اري انهم بالفعل الأجدر لما وصلوا اليه .. لن اتحدث عن الأسطوانه الممله بأنهم سجنوا وعذبوا في العصور السابقه .. ولكنني اتحدث عما يدور الأن .

لنتفق علي مبدأ واحد .. وهو ان ثورة 25 يناير لم يكن يتوقعها احد ابدا ومن يدعي ذلك فهو بالتأكيد يهزي .. وهذا معناه ان جميع التيارات السياسية كانت علي حد السواء لديها نفس الفرصه لكي تحصل علي المكاسب وربما كانت جماعة الأخوان المسلمين في ذيل القائمة لأنها كانت متأخره كثيرا للإندماج مع الثورة ونضيف اليه التيار السلفي ايضا ..

ولكن بعد فتره وجدنا ان التياران اللذان تذيلا القائمه اصبحا في الصداره .. وهذا في حد ذاته من عجائب الثورة المصريه لأن اصحاب الثورة الحقيقيين لم يكن ينتمون الي اي تيار والتيار الوحيد الذي كان له السبق هو التيار الليبرالي .

لماذا اذا فشل التيار الليبرالي علي عكس المتوقع وكانت بداية فشله في مواجهة التيارات الدينيه هو الإستفتاء علي الدستور .. والذي عانينا بسببه الأمريين من طول الفتره الإنتقاليه وعدم استقرار الأوضاع .

المشكله الحقيقيه في كل التيارات عدي تيار الإخوان المسلميين و التيار السفي انهم بدلا من ان يعملوا علي تنظيم انفسهم عملوا علي شئ واحد وهو الإنقسام .. منذ بدأت الثورة حتي الأن لن تجد كتله حقيقية تمثل هذا التيار .. بل ستجد العديد والعديد من الكتل الليبرالية وعلي الرغم من ذلك ستجد العديد من الخلافات فيما بينهم ولكنهم توحدوا علي شئ واحد وهو محاربة التيار الديني او بشكل ادق تيار الإخوان المسلمين .

الحرب السياسية حرب مشروعه لأن كل فصيل له كامل الحق في اثبات وجهة نظره وكسب اكبر قاعده من المؤيدين ولكن لننظر كيف كان اسلوب التخطيط و الإعداد لدي كل الأطراف .

كل مقومات النجاح للتيارات الليبرالية كانت متوفره .. من اموال ضخمه لرجال اعمال معروفين للجميع .. و قنوات اعلاميه ضخمه تحظي بأعلي نسبه مشاهده في مصر .. قاعده جماهيريه ضخمه متمثله في اغلب الأقباط وكذلك قاعده عريضه من المسلمين .

لماذا اخفق اذا التيار الليبرالي .. ولهذا عدة اسباب .

1 – القياده .. لم يكن للتيار الليبرالي قياده واضحه يمكن الإلتفاف حولها بل تحولت الي مجموعة قيادات متعدده متباينه في الأفكار و المخططات ..

2 – الفشل الإعلامي .. علي الرغم من الإعلام هو اقوي سلاح لأي تيار .. الا انهم استخدموه اسوأ استخدام .. لأنهم اعتبروا الهجوم علي التيار المنافس هو وسيله لتقليل شعبيته ولكنهم استخموا لهجه لا تناسب عوام الشعب المصري .. ودعونا نرجع للوراء قليلا ونتذكر آليات الهجوم القديمه .. كثيرا ما كانت تدمع عيناه من الضحك عندما اجد اعلامي كبير يبدأ ابراز خوفه من منع المايوه او البيكيني لو ان التيار الإسلامي حكم مصر .. وكأن المايوه هو الزي الرسمي للمصريات علي الشواطئ .. يتناسي هذا الإعلامي ان الشعب المصري شعب متحفظ في الأساس مسلميه كانوا او اقباط وهذه النقطه بالذات كثرة السؤال عنها في الإعلام انقصت من شعبية هذا التيار وعززت فكرة انه تيار بلا مبادئ او قيم دينيه ..

التيار الليبرالي اعتمد اعلاميا علي مجموعه ضخمه من الإعلاميين المعروفين سلفا بتأييدهم المطلق للنظام السابق وهو في حد ذاته يعتبر سحق كامل لمصداقية التيار .

لم يهتم التيار الليبرالي ابدا بشرح مفهوم الليبراليه للناس .. حاولت جاهدا ان اجد قناه واحده تتبني توضيح اساسيات ومبادئ هذا الفكر ولكنني فشلت .. لذلك فكلمة ليبراليه اصبحت كلمة مبهمه للمصريين لا تجد من يفهمها وخضعت للتفسيرات و الإجتهادات الشخصيه حتي فرغت من مضمونها .. و المصيبه انهم تركوا للتيارات الأخري تفسيرها لما يتناسب مع اهوائهم ولم يكلفوا خاطرا في توضيح المفهوم .

3 – استقطب التيار الليبرالي العديد من الأشخاص تحت مظلة الليبراليه في اعتقاد كارثي بأن ذلك سيعزز قواهم وهذا في حد ذاته احد اكبر الأسباب لإنهياره .. لأنهم استقطبوا كل من حاول الهرب من تهمة تأييد النظام السابق او الفلول كما يحلوا للبعض تسميتهم .. فهم اشخاص في الأساس لا ينتمون لهذا التيار ولا يؤمنوا بمبادئه ولكنها كانت وسيلتهم الأخيره للهرب من التهم الموجهة اليهم .. ما ادي الي تشويه صورة التيار بكامله .

4- الإستقطاب الديني .. حشد الأقباط داخل هذا التيار خلق نوعا من الطائفية مما الصق تهمه خطيره له بأنه تيار الأقباط فقط وهو مفهوم مخالف للواقع تماما .. مما اعطي فرصه ذهبيه للتيارات الأخري ان تلعب علي هذا الوتر .. ولا يخفي للجميع ان اللعب علي التيار الديني سلاح شديد القوه وخاصة ان اغلب المصريين مسلميين .

بإختصار شديد لما سبق .. التيار الليبرالي تحول الي تيار بلا قياده حقيقيه وبلا تنظيم سلاحه الصراخ و النباح الإعلامي يأوي بداخله انصار النظام السابق ويستمد قاعدته الجماهيريه من الأقباط في الغالب وكل من يعارض التيار الديني مهما كان توجهه ..

النتيجه الملموسه علي ارض الواقع .. لم يعد هناك تيار ليبرالي .. الأمل الوحيد لهذا التيار الإلتفاف حول قياده حقيقية لها مصداقيه وخير مثال لها الدكتور ( محمد البرادعي ) والذي اعتقد انه الأجدر لها ليعيد الأمور لما كانت عليه فهذا الشخص من وجهة نظري هو صاحب الفضل الأول للثوره وهو اول من قام بعمل حراك حقيقي داخل اوساط الشباب المصري ولكن الكثير من معاول الهدم والتشويه اصابت هذا الرجل في مقتل حقيقي .. ولكن ان استطاع ان يواجه بقوه اعتقد انه سيعيد هذا التوجه الي مكانه الطبيعي وازالة الشوائب التي شوهته .

نعود الي السؤال الأهم .. لماذا نجحت التيارات الإسلاميه او بمعني ادق لماذا نجح تيار الإخوان المسلمين .

1 – القياده .. لا يخفي علي الجميع ان للأخوان قياده واضحه ومنظمه للغايه وتعمل بدقه .. لذلك فستجد ان الخلافات لا مكان لها وان وجدت فهي محدوده للغايه ..

2- الإعلام .. لا يوجد لهذا التيار اعلام بقوة التيار الليبرالي ولكنه استعاض عنها بالتواصل المباشر مع الناس في القري و المحافظات وكان لها تأثيره الشديد و القوي بالإضافه الي ان الفكر المتحفظ و المتدين له وقعه القوي في قلوب الناس ويكون من الصعب تغيير فكر اشخاص مؤمنين بالعادات والتقاليد و التدين المتأصل في الشعب المصري من قرون .. وهي الشريحه الغالبه من حيث العدد في الشعب المصري .

3 – الإستقطاب الديني .. علي الرغم من انه كان احد عوامل فشل التيار الليبرالي فإنه كان من عوامل نجاح الأخوان المسلمين فمثلما قلت سابقا عوام الشعب المصري يميلون دائما الي تصديق الشخص المتدين بالإضافه الي ان اغلب سكان مصر مسلمين .

4 – الجهل .. لعب تيار الأخوان المسلمين علي عنصر فاصل جدا ودقيق للغايه لدي عوام المصريين .. لست هنا لكي اتهم المصريين بالجهل ولكن بطبيعه حال المواطن المصري البسيط من الصعب جدا ان تأتي اليه وتقول له انت ليبرالي فيصدقك لأنه في الأساس لا يعرف معناها .. ولكن عندما تأتي اليه وتقول له انني سلفي او من الأخوان المسلمين فهو يعرف معني السلفيه ومعني الدين … ونقطه اخري عالجها الأخوان فالمصريين لا يعرفون ايضا مفهوم ومبادئ الأخوان ولكنهم دعموا التيار السلفي و الذي له شعبيه اكبر من تيار الأخوان وهذه حقيقه ولكنه بلا تنظيم مما اعطي للأخوان نقطة تفوق كبيره جدا بدمجهم لتوجههم وتوجه السلفيين وتحويله الي مسار واحد مما شجع فئه كبيره جدا من التيار السلفي الي دعم تيار الإخوان معتقدين بأنهم نفس المنهج وهذا خطأ كبير جدا سعت جماعة الأخوان الي ترسيخ هذا الخطأ حتي يظل محتفظا بشعبيته لدي التيار السلفي حتي الأن .

بإختصار .. الأخوان المسلمون يلعبون علي ارضيه صلبه من الواقع الملموس والذي لا يمكن تجاهله .. علي عكس التيار الليبرالي فهو يلعب علي ارضيه هشه ضعيفة ويعتقد انه عندما يسمع تصفيقا او هتافا في مدينه نصر او مصر الجديده فيعتقدون بغباء شديد للغايه ان هذه عقلية الشعب المصري وينسون ان هناك قري ونجوعا لا يسمعون و لا يفقهون شيئا مما يقولون وهم المصدر الحقيقي للأصوات في اي انتخابات .

اعود مره اخري للعنوان ولمذا قلت فيه نعم للأخوان .. بعيدا عن التعصب فكل تيار سياسي في العالم له اسلحته التي يستخدمها ومن الغباء ان تمنع تيارا من استخدام سلاحه والأكثر غباءا ان تعتقد انه سيتخلي عنه و الأسخف ان تطلب منه مهله كي تقوي نفسك !!!!! .. لذلك فتيار الأخوان كتيار سياسي استخدم كل اسلحته وهو حق مشروع له ونجح في ان يفرض سيطرته وسطوته وقوته ويحق له ان يفرح بما انجز لأنه اتي نتيجة تفكير وتخطيط كان يفشل احيانا وينجح في اكثر الأحيان ولكنه في المجمل كيان منظم وواعي ويستحق النجاح وليس ذنبه ان التيارات الأخري فاشله .. لذلك يجب ان ترفع له القبعة .

لماذ قلت سحقا للجميع .. لأن الجميع لا نجد منهم الا الصراخ و العويل فلا تنظيم ولا فكر ولا قياده والغريب انهم يريدون ان يحكموا .. فبأي منطق علي وجه الأرض يكون للفاشل نصيب ولو كان علي حق .. المصيبه الأكبر انهم لا يعترفون بالفشل و الأدهي انهم بدلا من يعملوا يطالبون الطرف الأخر بأن يتنازل !!!!!!!!!! .. منطقهم المعكوس والذي لا يوجد له منطق موازي له في اي دوله في العالم لن يفيدهم ابدا ولو اعتمدوا عليه اكثر فلن ينالوا سوي الفشل ثم الفشل .. فالناجح يجب ان نقف له احتراما مهما اختلفنا معه دون القاء تهم لا تغني او تثمن من جوع .. اما اصحاب الصوت العالي فهم لا يملكون شئيا سوي هذه الصوت .. فسحقا ليس لتوجههم .. بل سحقا لغبائهم .

في النهايه .. حاولت ان اوضح فكرتي وهي من منظوري الشخصي واعلم جيدا انني اختصرت الكثير و الكثير لأن هذا الموضوع يحتاج الي مجلدات لشرحه .

هدفي من هذا الموضوع ان نعي ان الله خلقنا بعقول مختلفه في التقييم و التحليل و تقدير الأمور ومن المستحيل ان نجتمع جميعا علي نفس وجهة النظر .. لذلك فيجب ان نعمل بإجتهاد لكي نثبت وجهة نظرنا .. واكرر .. نعمل .. لأن العمل فقط هو صاحب السطوه والقوه وهو ما تنتظر نتائجه .. ولكن الكلام والصراخ والقاء التهم لن يجدي شيئا .. وان فشلت فليس هذا معناه النهايه .. النهايه عندما تستسلم للفشل ولا تتعلم من الناجحين ولو كانوا مختلفين عنك فكريا و في كل شئ .

تحياتي و اتمني الا اكون قد اطلت .

عن مصطفي عبدالوهاب

مصمم ومطور مواقع الإنترنت .. أهوي التدوين التقني والأدبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *