الرئيسية / القسم الأدبي / قصة قصيرة / يوميات زوج عادي جدا / يوميات زوج عادي جدا ( الحلقة الثانية ) – نهائي المونديال

يوميات زوج عادي جدا ( الحلقة الثانية ) – نهائي المونديال

worldcupطالما كانت كرة القدم هي المتعة الوحيده والتي اجد فيها ضالتي للهروب من واقعي الأليم … اليوم هو نهائي كأس العالم لكرة القدم وبالطبع هذه مناسبه تاريخية بالنسبة لي .. المهم ان اي انسان طبيعي في هذه المناسبه سيجلس امام شاشة ذلك الإختراع المسمي تليفزيون ليشاهد احداث المباراه ويتفاعل معها دون اية منغصات .

ولكن كما ذكرت هذا يخص كل انسان طبيعي .. اما انا فقد فقدت أدميتي بعد الزواج واصبحت مواطنا من الدرجه الثانيه في بيتي ولم يعد مصطلح إنسان طبيعي ينطبق علي أمثالي من البشر.

المهم ان هذا النهائي لا يأتي الا كل اربعة سنوات وبالطبع العمر لا يحتوي علي الكثير من الفرص .. لذلك كان علي الا استسلم لقدري وخصوصا ان زوجتي الحبيبه لا تطيق مشاهدة او سماع اي شئ يخص هذا النوع من الرياضه … الرياضة الوحيده التي تحب زوجتي مشاهدتها هي المصارعة الحرة

أخذت نفسا عميقا وبدأ عقلي يفكر في الطريقه المناسبة لكي اتمكن من مشاهدة هذه المباراة في المنزل و إقناع ذلك الكائن الذي يعيش معي من الموافقة علي ان اشاهد المباراة .. طبعا فكرت في أشياء كثيره كوضع منوم لها في الطعام ولكنني ابعدت هذه الفكرة لأنني جربتها سابقا وكانت النتيجه انها نامت بعد ثلاثة ايام من تناول هذا المنوم وعلي الرغم من انه من الأنواغ القويه جدا لدرجة ان رائحته فقط جعلتي انام فورا اثنتا عشر ساعه متواصله.

اخذت افكر وافكر حتي اتت في خاطري فكره عبقرية

سأقتلها … نعم سأقتلها

لا يستغرب احد من كلماتي لأن هذه المباراة تستحق ان افعل اي شئ لكي اشاهدها .. ولا اريد ان يقول لي أحد انك يمكنك ان تشاهدها علي اي مقهي او عند احد اصدقائك ولا يستحق الأمر ان تقتل زوجتك … لا والف لا .. الأمر يستحق … المسألة ليست مباراة كرة قدم بل هي مسألة إثبات ذات والتحرر من الإستعمار الذي أعيش فيه

اخذت الفكرة تدور وتدور في رأسي حتي نهضت من مكاني وقد عزمت تماما علي التنفيذ … اخذت مطرقه كبيرة وتوجهت الي زوجتي في المفاعل النووي … عفوا .. المطبخ … وما ان اقتربت حتي سمعتها تغني في اندماج شديد أغنية ريا وسكينه الشهيره ( يا حسره عليها يا حسره عليها ماجت رجليها ماجت رجليها ) … تخيلوا ايها الساده لم تجد اي اغنية في الكون لتغنيها سوي هذه الأغنيه .. أعتقد انكم بدأتم تتعاطفون معي وستؤيدون فكرة القتل ..

إقتربت أكثر و أكثر وانا المح تلك الغازات الغر يبه التي تخرج من المفاعل … أعتذر مره أخري .. المطبخ .. رأيتها تقلب شيئا علي النار وممسكه بيدها سكين كبير في يدها الأخري … لذلك كان لابد ان اهاجم بسرعة كبيره قبل ان تنتبه … ساركض نحوها واهوي بالمطرقة علي رأسها مباشرة …

أغمضت عيني إعتصرت مقبض المطرقه بقوه وحبست انفاسي لأتحين الفرصه المناسبه للإنقضاض

فتحت عيناي وتسمرت في مكاني حيث وقعت عيناي علي زوجتي وهي تنظر الي تارة وتنظر الي المطرقة التي في يدي تارة أخري …

– بتعمل ايه هنا يا ……………( الفاظ للكبار فقط ) وماسك الشاكوش ده ليه يا ………………….( احد الصفات التي تحب ان تناديني بها ولا اعلم معناها ولكن حروفها لا تبشر بخير )

تلعثمت بشده وقلت

– لا ما … ما … مافيش حاجه …. كــ .. كــ … كنت جاي أصلح اللللللباب

نظرت الي الباب ونظرت الي بإشمئزازها المعهود

– باب إيه اللي انت جاي تصلحه … هوه احنا عندنا باب للمطبخ أساسا

إصفر وجهي وأخذت الوم نفسي وتصلبت لا أعرف بماذا اجيب حتي بدأت تتفحص وجهي بتمعن وصرخت قائله

– فيه ايه .. انت مش مظبوط ليه .. انطق ؟؟؟

انقذني ساعتها صوت طرقات علي باب منزلنا فأسرعت اليه ولكنها صرخت مره اخري

– انت رايح فين يا ………. ( افففففففف شتيمه من الأخر .. لقد مللت من المبررات )

ارتبكت وقلت

– الباب … را .. رايح افتح الباب

اعطني نظره ناريه مغموسه في كم كبير من الشك والريبه قائله

– غوووور

طبعا غورت لأفتح الباب وما ان فعلت حتي تسمرت في مكاني وسقطت المطرقه من يدي

فقد كانت امامي .. بشحمها ولحما .. جارتنا الأنسه حنان … يا الاهي هل كنت أعمي عندما تزوجت ؟؟؟؟؟

إحمر وجهها بشده لأنني كنت انظر اليها جاحظ العينين وفاتحا فمي في بلاهة حتي كاد فكي السفلي ان يلامس الأرض

وقالت بخجلها المعهود

– المدام سعاد موجوده ؟؟؟ ( لمن لا يعرف فهذا اسم زوجتي وهو ما جعلني الكائن الوحيد علي وجه الأرض الذي يكره سعاد حسني )

لم يمهلني القدر بأن ارد فقد دفعتني زوجتي من أمام الباب لترد علي جارتنا الحبيبه .. عفوا .. العزيزه .

أخذت اتلصص مسترقا النظر اليها ولكن للأسف انتهت المحادثه سريعا واغلقت زوجتي الباب ونظرت الي بإشمئزاز كالعاده حتي انني بدأت اشك ان لزوجتي نوع أخر من النظرات … وفجأه ابتسمت ابتسامه غريبه وقالت :

– مباراة النهائي هتيجي الساعة كام

طبعا نظرت لها ذاهلا … فلم اتوقع نهائيا ان تهتم زوجتي بموعد هذه المباراة فرددت ببلاهة

– التاسعة ونصف

فردت بنفس الإبتسامة الغريبه

– كويس … يدوب تلحق تجيبلي شوية طلبات و تودي ماما عند الدكتور قبل ما الماتش يبدأ

تلاحقت انفاسي من هول الصدمه … مستحيل ان يحدث هذا التغير المفاجئ … زوجتي وبدون اي مبررات ستسمح لي بمشاهدة المباراة وستتنازل عن مشاهدة الحلقه 89947674 من المسلسل المكسيكي … يالها من مفاجأة .. بعض الطلبات وتوصيله لحماتي لهو ثمن زهيد لمشاهدة المباراة … الحمد لله انني لم انفذ فكرتي في القتل … اسرعت لأرتدي ملابسي وأخذت قائمة الطلبات المعتاده يوميا وتوجهت الي حماتي ( لن أذكر احداث تلك المقابله حتي لا افسد يومي الذي لا اريد ان تشوبه الذكريات الأليمه ) .. بعد ان انتهت من عند الطبيب القيتها … عفوا … اوصلتها الي منزلها واسرعت انهب الطريق الي البيت حتي الحق موعد المباراة

وصلت بعد بداية المباراة بربع ساعة … لا يهم … المهم انني سأري المبارة في المنزل لأول مرة منذ زواجي

توجهت الي التليفزيون لأفتحه والسعاده تملأ كياني ولكن ….. ضغطت زر التشغيل ولم يستجب التليفزيزن … أخذت اكرر عملية الضغط علي هذا الزر اللعين دون جدوي … اعطيته ضربه قويه ولكنها لم تجدي ايضا

في هذه اللحظة مرت زوجتي امامي مرتديه جلبابا غريبا يشبه ملابس مطاريد الجبل وهي تحمل طبق لب تقربه من ذقنها قائله وإبتسامته شامته تملأ وجهها ممزوجه بصوت قزقزة اللب

– نسيت اقلك تجيب حد يصلح التليفزيون عشان باظ النهارده الصبح

تقرير المستشفي

إنهيار عصبي حاد

شلل تام في جميع أطراف الجسم

حالة هذيان مصحوبه بإضطراب عقلي

تحياتي

بقلم : مصطفي عبدالوهاب

عن مصطفي عبدالوهاب

مصمم ومطور مواقع الإنترنت .. أهوي التدوين التقني والأدبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *