الرئيسية / مقالات / وسقط القناع !!!!!

وسقط القناع !!!!!

jason-mask1هذا هو مطلع الأغنية الشهيرة للمطربه شيرين والتي لا اعتقد انه يوجد مصري  واحد لم يسمع بها …

اغنيه علقت في وجداننا بشكل كبير وخصوصا كلماتها  التي تدب في اذنك وتشعر ببصيلات شعرك وهي تنتصب وتلك القشعريره البارده  التي تجتاح جسدك مع تموجات لحنها الرائع .

اليوم سمعتها بالصدفه علي احد القنوات الفضائيه المصريه وانتابني احساس  مختلف تماما

لا ادري لماذا لم تنتصب بصيلات شعري او تصيبني  تلك القشعريره المعتاده عند سماع لحنها وهو يتوغل داخلي .. فتساءلت هل هذا  بسبب اعتيادي علي سماعها بإستمرار ام ان هناك شيئا قد تغير؟؟

اصبت بالرعب الشديد لمجرد انني قد فكرت في كوني بدأت افقد حنيني لوطني مصر  علي الرغم من انه لم يمضي علي تركي لها اكثر من سنه وثلاثة اشهر …

فكرت مليا حتي ان عقلي اصيب بإجهاد شديد فأنا ممن يعتقدون ان حب مصر يسري  في عروقه .. فكيف اذا لم تهتز بداخلي اية مشاعر عندما يتردد اسم مصر في  اذني .

استمرت تلك المشاعر المتخبطه بداخلي الي اليوم الثاني حتي سمعت نكته سمجه  من احد العاملين الغير المصرين عن الرئيس مبارك كالعاده فوجدت نفسي ارد  عليه ردا لازعا مغموسا في كم هائل من السماجه مما اخرس هذا الشخص  لبقيه  اليوم  .

المهم انني شعرت برضي كبير بداخلي .. ليس بالطبع لأنني دافعت عن رئيسنا  المبجل وقائدنا المغوار وفارسنا الهمام وليس لأنه بابا او ماما او انور  وجدي … ولكن لأن اسمه يكون دائما مقترنا بإسم مصر .. فأي إهانه له تمثل  اهانه للعلم المصري وارض الوطن … ولن يحس بهذا الإحساس الا المغتربون فقط  .. اما في مصر ربما كنت سأنقلب علي ظهري وارفس بقدمي وتدمع عيناي من الضحك  عند سماع هذه النكته

الحمد لله لأنني شعرت انني لم اتغير اتغير فحميتي علي وطني لم تتأثر ولكن  وجدت ان التغير كان لسبب اخر تماما

السبب ان اقنعة المصري التي كانت تداري عوراته امام العالم اصبحت تتواري  وتندثر يوما بعد يوم

قناع حضارة السبع الاف سنه اصبح محط سخرية وبيئه خصبه لمؤلفي النكت

قناع الأزهر حامي حمي الإسلام اصبر مثارا للجدل

قناع ريادة الإعلام المصري اصبحت مسرحا للمعارك الشخصيه والدعايات  والإعلانات ومسابقات كبري علي غرار تقلع اكتر تكسب اكتر

قناع زعامة مصر للمنطقه العربيه … (بدون تعليق)

لن تكفي صفحات العديد من المجلدات لتكشف عدد الأقنعه التي سقطت من علي  الإنسان المصري كغرار الرياده والزعامه والأفضليه الخ الخ الخ

من يتشدقون بالشعارات والمسكنات الأن ليس لهم اي انتماء او حب لهذا الوطن  الكبير فللأسف هم مجموعه من المستفيدون ضمن شركة كبيره يتداولون اسمهمها  ويمنون علي عمالها وهم المصريون وكأن حقوقنا اصبحت حقوق العامل المتعاقد مع  شركته وان لم يلتزم بالشرط الجزائي سينال عقابه … لأنه مجرد عامل وليس  مالكا او مساهما .. والمصيبه ان المصري الأن بدأ يختزل في خقوقه حتي اصبح  مقتنعا في قرارة نفسه ان زيادة المرتب او تنظيم طوابير العيش عباره عن  افضال تمنها الحكومه عليه ..

لا ادري هل اضحك ام ابكي مما اراه يوميا علي فضائياتنا المبجله فأحيانا اجد  الفنان المبجل عادل امام يضع بعض نظرياته وفلسفاته الدينيه واحيانا اري  مخرجنا العملاق خالد يوسف وهو يتحدث عن التقدم الحضاري و اهمية تغيير  افكارنا الرجعيه عن الثقافه الجنسيه و اتهام جميع منتقديه بالكبت الجنسي  … لا ادري لما اشعر ان هذا الكائن المسمي خالد يوسف يستدعي الداعيه سميه  الخشاب و القديسه هيفاء وهبي ليتشدقوا علينا بالعلم والمعرفه كي نتعرف علي  التشريح الجسماني لجسد المرأه … اعتقد ان هذه الأفلام تصلح لطلبة كلية  الطب فقط … لذلك رجاءا ايها المخرج وفر علمك القيم لأنه فوق مستوي عقولنا  …

لن اتحدث عن مستوي الفضيله في عرض كليبات  مطرباتنا الأفاضل … لأنني ابحث يوميا عن الرساله الفنيه الموجهة الينا من  كليباتهم المصوره  … من يجد الرساله ارجو الإتصال بـــ 0900 0900

عندما تنقلب الدنيا رأسا علي عقب لمعرفة الخلاف الدائر بين احمد سوبير  ومرتضي منصور واحالة حلقتهم في برنامج مصر النهارده الي لجنة تقييم الأداء  الإعلامي وكأننا ننتظر هذه المشاده ليبدأو تقييم الإعلام ولا ادري هل  الألفاظ التي نسمعها يوميا والإيحاءات داخل المسلسلات وكذلك الكليبات لا  تدخل في اختصاصات هذه اللجنه مع العلم ان جميع هذه الأشياء مذاعه علي نفس  الشاشه .

عندما تجد الرياضي الكبير ابراهيم حسن وهو ينهال ضربا علي مدرب كرة قدم ومن  المفترض انه زميل له وتجد ان الدنيا انقلبت رأسا علي عقب اما دفاعا او  هجوما … المهم انني اتساءل لو ان شخصا عاديا فعل نفس الموقف ماذا سيكون  حاله الأن … الأجمل ان المباراه كانت مذاعه فضائيا علي العالم اجمع  والحمد لله اكتسبنا احترامهم كالعاده بسبب الروح الرياضيه العاليه ….  الصراحه ان ابراهيم حسن كان مهذبا لأقصي درجه … تخيلوا انه تماسك لدرجه  انه لم يفجر استاد القاهره !!!! …

لا ادري هل توجد اداره في مصر تسمي ( ادارة دهولة المواطن ) … وهذه  الإداره هدفها ان تجعل المواطن المصري يلف حول نفسه عن طريق شد انتباهه كل  يوم بحادثه شديده حتي لا ينظر الي حاله … وطبعا غرض هذه الإداره نبيل  للغايه لأنها ترفه علي المواطن المصري الذي يشعر بالفراغ الشديد ولا يجد اي  مشاكل في حياته فيضطر الي مطالعة هذه القضايا حتي لا يشعر بالملل .

أخيرا … كلماتي هذه ليست مقاله او نقدا لشيئا معينا بل هي بعض الفضفضه من  مواطن مصري يشعر ان مصريته اصبحت ارخص شئ في الوجود

ومع ذلك سيظل رأسي مرفوعا لأنني مصري .. رغم سقوط كل الأقنعه التي لم اذكر  سوي واحد في المليون منها .

تحياتي

مصطفي عبدالوهاب

عن مصطفي عبدالوهاب

مصمم ومطور مواقع الإنترنت .. أهوي التدوين التقني والأدبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *