الرئيسية / القسم الأدبي / قصة قصيرة / يوميات زوج عادي جدا / يوميات زوج عادي جدا ( الحلقة الثالثة ) – أنا ثوري

يوميات زوج عادي جدا ( الحلقة الثالثة ) – أنا ثوري

223282012915935اليوم مثل كل يوم لم يطرأ اي تغيير في حياتي سوي ان الحياة بعد الثورة اختلفت تماما لكل من يعيش حولي الا انا !!.. فأنا ما زلت كما انا .. نفس اهتماماتي كالسابق تماما تتلخص في محاولة توفير مستلزمات الديناصور الذي يعيش معي قبل ان يلتهمني او يحولني الي مجموعه من الأشلاء غير واضحة المعالم .. ولكن !!!!!!!!!!!!!!!!!!

اليوم بالتحديد بدأت تتغير بداخلي بعض الأمور وبدأت مشاعر الغضب و الجرأة توسوس بداخلي .. فرئيس الجمهورية بجلالة قدره تمت الإطاحة به .. فهل من المستحيل ان اتخلص من هذا الحكم الغاشم الذي يعيش في منزلي .. بدأت اسرح في خيالي وانا اتخيل زوجتي تلقي مصيرا مشابها لمصير القذافي مثلا .. ياله من حلم جميل !!!!!!!!!!!!!!

لذلك كان لابد علي ان اغير طبيعتي ففكرت بأن اتجه الي من سبقوني بخبرتهم الثورية .. نعم الثوريه .. لأنني يجب ان أثور ايضا ولكن الي من يجب ان اتجه ؟؟.. فحولي الأن العديد من التيارات والتوجهات وفي الحقيقه انا لا افهم ماذا يريدون وما هي توجهاتهم غير ان هناك بعض المصطلحات التي لا افهم معناها كالليبراليه والعلمانية والتيار الشعبي و التيار الثاني والثالث ولا ادري هل هناك رابع ام لا ؟؟؟ .. كل هذا المصطلحات لم تكن لدي خبره بها لذك سأذهب الي تيار اميل له كأي مواطن عادي .. انه التيار الديني .

بعد ان حسمت قراري توجهت الي احد المساجد التي يشتهر بحضورها احد الدعاة سابقا واصبح الأن قائدا ثوريا وسياسيا من الطراز الذي يظهر في كل المحطات و القنوات الإذاعية وحتي البوتاجاز … وبعد ان توجهت اليهم وقابلت احد المسؤولين من حركته الثوريه والحقيقه انه رحب بشده لإنضمامي اليهم .. وبعد فتره من التزامي معهم اكتشفت اشياءا لم اكن اعرفها ابدا.. وهي انني علي الرغم من انني اصلي واصوم شهر رمضان بالإضافة صيام يومي الإثنين والخميس وكل المناسبات الدينيه وأقوم بدفع الزكاه واتصدق علي الفقراء بالرغم من انني افقر منهم وكذلك لم اشرب خمرا في حياتي او انظر الي ما حرم الله ولم اسرق ابدا او احاول مجرد التفكير في اي شيئ به شبهة مخالفه للدين وعلي الرغم ايضا من سنوات دراستي الأزهريه وكنت فخورا بأنني من الذين يحفظون خمسة اجزاء كاملة من القرآن وكنت من الأشخاص الذين أنعم الله عليه بنعمة ان يحج الي بيته الكريم .. اكتشفت فجأه اكتشافا لم يكن في الحسبان .. وهو انني علي الرغم من كل هذا .. غير مسلم !!!!!!!!!!!!!!! … نعم فلا داعي للصدمه .. فقد كان كل هذا لا يكفي بالنسبه الي هذه المجموعه التي توجهت اليها .

بعد صدمتي قررت ان اغير هذا التيار السياسي واتوجه الي تيار اخر ربما يشبع رغباتي لتعلم الثوريه بمعناها الحقيقي .. لذلك توجهت الي احد زملائي في العمل المشهور بتوجهه الليبرالي كما يدعي وقد رحب وهلل بشده لرغبتي في الإنضمام الي تياره والتعلم منهم .. وبالطبع التزمت معهم وحضرت كل ندواتهم و مؤتمراتهم وفجأه اكتشفت اكتشافا لم يخطر ببالي وكان سببا رئيسيا في طردي من مجموعتهم .. نعم طردوني .. بسبب تهمه لم أتخيلها ابدا … بتهمة انني اسلامي متشدد !!!!!!!!!!!!!!!!! بالإضافة الي انني جاسوس تم زرعه بداخلهم من الاخوان المسلمين !!!!!!

لم ايأس وبدأت التوجه الي تيارات اخري بمختلف المسميات كالعلمانية والشيوعية وتوجهت ايضا الي الحركات الشبابية وكذلك الي تيارات متعدده اخري ومختلفة فمنهم المعتدل دينيا ومنهم المتشدد ومنهم المتحرر ومنهم من لا يؤمن بوجود دين من الأساس !!!!!!!!! المصيبه ان هناك تيارات ليبراليه تدعم انها هي التيار الليبرالي الحقيقي و الأخري تيارات دخيله ولو ذهبت الي هذا التيار الدخيل ستجده يتهم التيار الأول بنفس التهمه .. ونفس الشئ بالنسبه للتيارات الإسلاميه فالكل يدعي ان توجهه هو الإسلام الحقيقي ام الأخر فهو اما اسلام متساهل او انه متشدد !!!

بعد فتره من اختلاطي بهذا الكم الهائل من التيارات اصبت بإحباط شديد .. فجميهم عندما تستمع الي كلماتهم في بادئ الأمر تعجبك بشده ولكن في الحقيقه جميعهم متطرفون ومتعصبون .. نعم متطرفون .. فلا احد يرغب ان يقتنع بوجهة نظر الآخر نهائيا ويهوون بشده القاء التهم المليئه بالتخوين و العماله و الكفر احيانا !!!!!!!

مشاعر الثوره بداخلي بدأت تنموا بشده .. ليست ثوره علي النظام او علي زوجتي التي نسيت انها كانت سببا رئيسيا لأن اتعلم مفهوم الثوريه … بل هي ثورة علي الشعب .. نعم ثورة علي الشعب وعلي تياراته وتوجهاته السياسيه التي اشعرتني لأول مره بأنني غير مصري !!!!! و ربما خائن !!!!!!

لذلك كان لابد ان ادافع عن اخر امل لي في ان احافظ علي كوني مواطن مصري طبيعي يريد ان يعيش بسلام راضيا بنعمة الله عليه من الصحة و الرزق يكره الظلم ويحارب من اجل تحقيق العداله امام تيارات تتنازع وتختلق حروب ليثبتوا انهم فقط علي حق وليست من اجلي انا !!!!.

قررت ان امارس حقي في الإعتصام وان اثور علي هذا الخلط في الأوضاع فرسمت لوحه مكتوب عليها (لا للنظام و لا للتيارات الثوريه) وتوجهت بها الي ميدان التحرير لأواجه كل التيارات الثورية وما ان وصلت حتي فوجئت بآلاف من البشر تركض نحوي و سمعت صرخه من وسطهم تقول :

هجووووووووووووووووووووم .. انه من الفلوووووووووووووووووووووووووووووووول !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تقرير المستشفي

– كسور في جميع انحاء الجسم

– حروق من الدرجه الأولي

– خرطوش

تحياتي

بقلم : مصطفي عبدالوهاب

عن مصطفي عبدالوهاب

مصمم ومطور مواقع الإنترنت .. أهوي التدوين التقني والأدبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *