الرئيسية / مقالات / اعرف حجمك .. من أنت ؟؟

اعرف حجمك .. من أنت ؟؟

sad-man

هل فكرت من قبل في قياس حجمك الحقيقي امام نفسك او امام الناس ؟؟ قد تكون الاجابه بنسبه كبيره هي نعم .. ولكن هل فكرت في قياس ذلك الحجم امام كوكب الارض … دعك من الارض .. امام الشمس .. امام المجره .. امام الكون ؟؟ .. هل تعرف سيدي الفاضل ما هو الكون ؟؟؟ .. دعنا من الحجم ولنسأل عن العمر .. هل تعرف ما هو عمرك الحقيقي امام عمر الكون ؟؟؟ لو انك تمكنت بالفعل من قياس حجمك وعمرك امام الكون لو جدت حقيقه واحده .. انك لا شيء .. نعم لا شيء .. وربما كلمة لا شيء هي اكبر بشكل مبالغ فيه حتي تعبر عنك بشكل موضوعي !!!

لست هنا لاضع بعض الجمل الفلسفيه المنمقه .. ولكن ما اقوله هو دعوه لتشغيل ذلك العقل الجامد المتحجر الذي نما وترعرع علي الحفظ  وترديد موروثات لا نفهم اغلبها ولا نعي ما معناها او غايتها .

لذلك بدأت بمقدمه توضح اننا جميعا لاشيء يذكر .. احلامك وطموحاتك وشهواتك واطماعك كلها في الواقع مجرد هراء لا يغني ولايثمن .. هي فقط مجرد ادوات لتكوين شخصيتك حتي ينتهي عمرك الافتراضي .. فلو ادركنا جميعا هذه الحقيقه ساعتها فقط يمكن ان تتناقش ونتحاور بدلا من ترتفع الحناجر بالعواء والسب بسبب اختلاف العقائد او المذاهب او الافكار او الاهداف .

وقبل الدخول في صلب الموضوع احتاج اجابه لسؤال آخر .. هل انت ملاك بلا خطيئه ؟؟ .. لا اريد اجابه علي الملأ .. ولكن ابحث بداخلك بشكل حيادي ستجد ان ما اقترفته ليس مجرد اخطاء صغيره بل كوارث دون مبالغه .. ولكننا نغلف تلك الكوارث بغلاف من الشكل الجذاب والكلامات الانيقه امام الناس .. ولكن بينك وبين نفسك فقط انت تعلم الحقيقه .. الحقيقه هي مجموعه غير متناهيه من الاحاسيس والمشاعر المضطربه والمتداخله المليئه بالقلق والخوف والذكريات التي تحاول نسيانها والاخطاء التي اقترفتها والمستقبل الغير مفهوم مهما كنت تعتقد ان لك القدره الكامله والموهبه العاليه علي التغيير الا انه في الواقع يعتبر مستقبل لا يحمل وعودا او ضمانات لانه ببساطه عباره عن مستقبل .. وكلمة مستقبل دائما موازيه لكلمة المجهول .. وهنا القلق لن يتوقف .

مرحله اخري من رؤية نفسك بمنظور مختلف عندما نبدأ تلك الشعيرات البيضاء بالزحف بلارحمه علي وجهك وشعرك بالاضافه الي تقلص القدره الجسديه وانهيارها بشكل تدريجي وبالاضافه ايضا الي اعضائك الداخليه التي لم تعد تعمل بشكلها المعهود .. هنا فقط ستجد ان القلق بدأ يتوغل اكثر واكثر ويبدأ شبح تلك الكلمه المرعبه يلوح في عقلك بلا هواده وهي كلمة  “الموت” .. كلنا بلا استثناء تربينا علي الخوف منها واصبح بداخلنا ذلك الانقباض المخيف عند سماع حروفها علي الرغم من انها الحقيقه المؤكده التي لابد منها وبدأنا نتحاشاها ونخشي ذكرها بيننا وبين انفسنا .. واصبح المتوارث دائما تلك الجمله الشهيره عندما تتحدث عن كلمة الموت فتجد الجميع يرد بلا استثناء ” بعد الشر العليك ” … شر !!!! .. عندما اسمع هذه الجمله دائما اتساءل  لماذا يتم اقتران كلمة الموت بالشر ؟؟ .. هل هو شر فعلا ؟؟ .. فلو انك مؤمن بأحد الاديان السماوية ستعرف انك تخشي من خطاياك ولست علي استعداد نهائيا لمواجهة الخالق وتبدأ ذكريات تلك الاخطاء تطفوا علي مخيلتك وانت تعلم تمام المعرفه انك لست اهلا لتلك المواجهة .. ولو انك لا تؤمن بوجود الخالق فالخوف سيتحول الي رعب وفزع من كونك ليس لديك القدره الي تحديد ماهو مصيرك من الاساس والذي ينتهي بتوقف اعضائك عن العمل وتبدأ البحث عن اي اجابات علميه عن الحقيقة الموت حتي تطمئن نفسك ثم تصطدم بسور منيع وحواجز متناهيه البعد ان العلم الذي تؤمن به لم يوفر لك سوي بعض الروايات والتي لا تستند باي حال من الاحوال لواقع علمي ونظريات غير ملموسه وغير مثبته لحقيقه الموت فيبدأ ذلك الرعب ينتشر اكثر واكثر .

لمن يعرفني جيدا يعرف ذلك العشق الغير متناهي بيني وبين القراءه ابتداءا من قصص ميكي حتي روايات شكسبير وذلك الشغف الذي لا اعرف سببه في قراءة الكتب العلميه والفلسفية والسياسيه والدينيه والفقهيه وعلوم مقارنه الاديان .. فكل حرف حتي لو كان مكتوبا علي جدار مراحيض عموميه فهو بالنسبة لي يستحق القراءه  !! .. لست هنا لأتباها بهذا .. فلو انك من هواة القراءه ستفهم معني انه ” كلما قرأت اكثر كلما ازداد احساسك بالجهل ” .. لذلك فهي هوايه لا تستحق التباهي بها بل هو شعور لا ينتهي من الاحساس بالتضاؤل .. ولكنني تطرقت لها لاوضح ان كل الكتب باختلاف الثقافات والتوجهات والايدلوجيات جميعها تصب نحو هدف واحد ” رسم مخطط لعقلك ووجدانك لكيفيه قضاء فترة حياتك بالاسلوب الذي يكتبه او يفهمه الكاتب وحتي الكتب العلميه والدينيه هي توجيهات لكيفية الحياة علي حسب حسابات العلماء والتفسيرات العقليه للفقهاء والتي بنوها علي توارث علوم سابقه .. ولكن المشكله الحقيقه التي ستواجهك عند القراءه هي مطالعة الكتب القديمه في شتي المجالات .. اقرأ الكتب التي مر عليها مائة عام او مائتي عام ولو توصلت الي ماهو اقدم فهو افضل اذا كانت علوما او فقها دينيا او نظريات فلسفيه او حتي سياسيه او قصص تافهه .. ستجد ذلك الكم من الاختلاف المهول بين ما تقرأه حاليا وخصوصا عندما تتعلق الأمور بنفس المواضيع .. ستتوصل الي حقيقه واحده .. انه لا شيء ثابت .. لا توجد هناك بما يسمي الحقيقه المجرده من الاختلاف .. وربما تكتشف انه لا شيء حقيقي علي الاطلاق .. فالكم المهول من اختلاف الاراء في الحضاره البشريه يصعب علي اي عقل استيعابها .. ولاننا دائما اصحاب فكر احادي دائما نتبع ما نهواه ونحبه فقط .. وتحول ذلك الحب الي تقديس تواجهاتنا ليس لاننا علي يقين ولكن لان عقولنا فقط اوحت الينا بهذا اليقين الزائف .. فستجد مثلا من يتبع مذهبا دينيا لا يقرأ ولا يسمع سوي تلك الافكار والكتب التي تتوافق فقط مع وجهة نظره وسيعطيك احكاما مسبقه عن المذاهب الأخري دون حتي ان يضطلع عليها ولو افترضنا مثلا انه حاول ان يضطلع عليها فسيكون بهدف البحث فقط عن كل عيوب الاخر حتي يتوصل لنتيجة ان مذهبه هو الصحيح .. حتي في النظريات العلميه ستجد نفس الشيء .. التعصب العقلي والذي لا يسانده اي منطق والذي يؤمن ان عقل ومفهوم الفصيل الذي ينتمي اليه هو الصواب واي شيء مخالف هو عباره تراهات .

لذلك فالحقيقه المجرده لمعني الحياة والوجود يحتاج اكثر من قدرة العقل البشري لتفسيرها او توضيحها ولكن حتي تتلمس اول الخيوط الحقيقيه لفهم لماذا انت موجود في هذا الوقت والعصر والزمان الحالي يحتاج منك ان تجرد عقلك تماما من كل الموروثات او الافكار والعقائد .. لا تترك نفسك اسير منطق واحد .. فرغ روحك وعقلك تماما وتعامل مع كل منطق بشري .. فكلنا ولدنا اسري ما ورثناه وما زرع فينا قصرا دون ارادتنا واصبحنا نردد هذا الموروث فقط دون تمييز .. ولو فكرت قليلا لوجدت انك لو تم استبدال بيئتك وفكرك العقائدي وولدت في بيئه اخري وبفكر عقائدي مختلف لكنت تنتهج نهج من تسبهم وتلعنهم الان ليل نهار .. لذلك رفقا بحالك ورفقا بالاخرين .. فالاخر ليس احمقا غبيا منحرفا كما تتصور انت .. ولست انت ذلك الاحمق الغبي والمنحرف من وجهة نظر الاخر .. فقط كما قلت لك فرغ ما في عقلك من كل الموروثات وابحث عن الحقيقه بنفسك دون تعصب او كبر وحاول قدر الامكان ان تكون مخلصا امينا في البحث وصدقني ستصل الي اكثر مما تتخيل .. اقرأ بنفسك .. اقرأ كثيرا .. ابحث .. ابحث بحياد .. فنهايتك لن يشاركك فيها كل من وضع لنفسه حق الوصايه عليك .. فعقلك ليس موجودا ليكون موجها من احد .. انت فقط من يملكه ومن لديه القدره علي الاستيعاب .. ولكن حذار ان تغتر وتعتقد انك وصلت للحقيقه ثم تتوقف .. لانك ستقع في نفس الخطأ في كونك وضعت وصايه لعقلك ووضعت حدودا للفهم لا تريد ان تتخطاها .. اقرأ القرآن وكأنك كبير الأئمه .. اقرأ الانجيل وكأنك البابا .. اقرأ التوراه وكأنك اعظم الكهنه .. اغمس نفسك في العلوم وتخيل العالم بلا خالق وفكر بعقلية الملحد .. اقرأ العلوم والفلسفه والأدب .. صدقني انت من ترسم نهايتك ولا احد له وصايه عليك .. قارن كل شيء .. ثم انظر الي فطرتك .. ولا تترك من يلعبون في عقلك ويقولون لا تقرأ للمذاهب الأخري حتي لا يتم افتتانك .. وكن علي يقين ان من يخشي عليك الفتنه هو فاشل من الاساس ولا يستطيع ان يقنعك او يريح عقلك وهو يعلم انه لم يستطيع ان يثبتك حقا لذلك فهو يخشي عليك من ضعف حجته وربما تكون المشكله فيه هو وليس معتقده .. لذلك فمصيرك بيدك والاختيار لك وانت من ستتحمل عواقبه وحدك .

ولدت انا مسلما وتربيت علي اغلب الموروثات التي نتشربها وكأننا اسفنجه وظيفتها فقط الامتصاص وليس الفهم .. ولكن هل حقا انا مسلم ؟؟ .. ولماذا مسلم ؟؟ .. ولماذا ليس دين آخر ؟؟ وهل هناك دين اصلا ؟؟ .. الحقيقه انني اتبعت الاسلام لانني كأغلب المسلمين ولدت كذلك واضطررت علي اتباع ما تم تلقيني اياه دون فهم او استيعاب حتي بدأت الامور تتغير بداخلي كثيرا .. عندما افرغت عقلي وروحي تماما من كل شيء ؟؟ .. كان لا بد ان اعرف هل انا علي خطأ او صواب وساعدني في ذلك حبي للقراءه وتحول ذلك الحب الي شغف في معرفة الحقيقه مهما كانت مختلفه عما كنت اعتقده .. وكنت علي اتم استعداد تام لان اغير توجههي مهما كان صادما لاي احد ..

ولكن.. الجزء التالي هو قناعتي الشخصيه التي توصلت اليها وهي ليست ملزمه لاحد فلا يحق لي ابدا ادعوك للتفكير ثم اجبرك علي رأيي الشخصي )

.. الحقيقه بالنسبة لي انني كنت محظوظا بشكل مبالغ فيه في كوني ولدت مسلما وللعلم كان هذا عكس توقعاتي في البدايه .. فكل الطرق التي بحثت فيها وكل النتائج كانت تصطدم بحقيقه واحده وهي الاسلام .. نعم الاسلام .. كل الدلائل وكل المؤشرات وكل الحقائق تؤدي الي انه ” لا الاه الا الله وان محمد رسول الله” .. بالطبع لا استطيع سرد كل ما توصلت اليه في تلك السطور ولكن هناك ذلك اليقين الذي يتنامي في كل حرف اقرأه وكل دلاله واشاره ستجد ان لها اجابه واضحه في الدين الاسلامي .. كل شيء .. نعم كل شيء .. فقد كانت بدايتي في البحث هو ان احاول ان اطعن في الدين الاسلامي .. تقمصت دور المسيحي تاره واليهودي تاره وحتي الملحد حتي اجد ما يمكن بفند حقيقة الاسلام ولكن الفشل هو من نصيبي .. كنت اتعمد دائما ان اتحامل علي الدين الاسلامي وحتي لا تؤثر نشأتي في ان اكون متعاطفا معه .. ولكن هيهات .. فالقرآن الذي تربينا علي ترديد كلماته دون حتي فهم لمعانيه ليس مجرد معجزه كما يتصور البعض .. انه شيء يفوق الوصف وحتي حدود العقل البشري لا تستطيع ان تعطي وصفا دقيقا له .. فكما قلت في بداية مقالتي ان المجهول بالنسبة لنا عباره عن الخوف والرعب من المستقبل .. فكل ما هو مجهول امام القرآن يعتبر شيئا لا يذكر .

سؤال لماذا اذا نحن المسلمون نعيش اسوأ عصورنا طالما اننا ندين بدين الحق ؟؟ .. المشكله ليست في الاسلام من الاساس ولكن في كيفية تعاطينا الفاشل مع الدين الاسلامي .. وهنا يجب ان اذكر مقولة الشيخ احمد ديدات رحمه الله عندما قال ” الاسلام قضيه رابحه يتولاها محامي فاشل ” .. وهذا يضعنا امام حقيقه مخيفه في كوننا لدينا كل التعليمات الاهيه في ان نصبح خير الامم ولكننا وبكل غباء نصر علي ان لا نتحرك خطوة واحده للامام .. ابسط مثال علي ذلك عندما تجد من يتفاخر بكونه سنيا او شيعيا او وهابيا او سلفيا او اخوانيا او صوفيا الي اخره من الطوائف والمناهج .. وتجد ان المنهج يغلب علي الدين نفسه وتحد اصحاب المنهج او المذهب الواحد لا يخطوا خطوه واحده نحو الاخر وبدأ يتخذ من شيوخه وافكاره نبراسا ثم تزداد حده التعصب .. والمصيبه ان اغلب هذا المذاهب تحرم في الاساس المسميات الدخيله وانه يجب ان يتم وصف المسلم بالمسلم فقط !!! .. ثم تجده يقول انا مثلا سلفي او اخواني او كذا .. بالله عليك الا تخجل من تقديم منهجك علي دينك .. واذا كنت لا تفعل فلماذا الاصرار علي المسميات من الاساس .. الحقيقه الواضحه وضوح الشمس انه منذ بدأت الرساله حتي وفاة النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن هناك مسمي واحد من تلك المسميات .. فإذا كانت عقليتك قد تحجرت عن الفهم وقناعتك بأن تلك المسميات التي قمت بترديدها وحورت مضمونها الي مجموعه الي مناهج فأنت تدق مسامير نعش الفرقه بين المسلم واخيه المسلم .. فإذا حباك الله ببعض العلم فلا توجهني الي مذهب او منهج معين وجهني الي الاسلام فقط  .. بالله عليك فسرلي تلك الآيه ” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ” .. بالطبع ولأن التعصب سيجعلك علي قدر كبير من العلم كي تفسر بانها موجهة لليهود والنصاري ولكنك لن تقرأها ابدا بمفهوم انها تحذير لامه محمد لكي لا تتبع نفس اخطاء الامم والديان الاخري .. ولكن للاسف نحن نتفنن في اختراع المسميات ثم نبدأ بتجميلها ثم تتحول الي منهج ثم تنتهي الي مذاهب ثم نتحول الي مسلمين مشتتين حول مذاهب وافكار ومناهج مختلفه .. واذا لم تعي ما اقول انظر حولك الان واخبرني عن تلك المسميات ماذا فعلت بنا ؟؟

نقطه اخري هي الدعوه الاسلاميه .. الي من توجه في الاساس ؟؟ .. وما هي وظيفتك كعالم دين ؟؟ .. هل وظيفتك ان تستقي العلم ثم تحدد لنفسك اماكن محدده لتتواجد فيها ثم يأتي لك المريدين والمحبين فقط ليستمعوا لك فقط ثم تنهال عليك عباراة الاجلال والتعظيم .. ثم تجلس سنينا وسنينا في نفس الاماكن لتوجه نفس النصائح والتعاليم لنفس الاشخاص !! .. ثم يتحول المريدين الي محامين عنك ثم يبدؤون في سب المخالفين والمختلفين عنهم فكريا !!! ..

الاسلام دعوه موجهة للبشر جميعا وليست مقتصره علي المريدين والمحبين لك .. اذا اعطاك الله هبه العلم بدينه فوظيفتك ان تبلغ العلم لكل من تستطيع الوصول اليه .. الدين موجه الي الجميع حتي ولو كانوا عصاة او فجره .. ودورك هو الوصول الي ارازل الناس لدعوتهم الي الدين .. فالكافر والفاسق والعاهر كما تحب ان تسميهم هم الاولي بالدعوه وليس المتابعين لك .. وليس ان تدعوا عليهم بالموت او تتهم بالكفر فان كان الله اعطاك العلم فهي امانه انت تتفنن في تبديدها من الاساس .. فالمتابع لك سيظل متابعا .. اما الغير متابع هو من يحتاج الاخذ بيديه والصبر عليه مهما فعل فدورك هو تنوير الناس وليس تنفيرهم والسعي الي ذلك دون ملل او يأس من الناس .

سياسة الترهيب في الدين من احد اهم معوقات التي لم تثبت اي نجاح لانها حولت المسلم من شخص محب للدين لشخص اخر يتبع تعاليمه خوفا من العقاب .. لذلك كلما قرأت القرآن وتعليمه بشكل سليم بعيد عن الاشخاص الذين يضعون اياته في سياق لا ينتمي اليه اساسا ستجد كميه من الحب الغير متناهي للانسان وكيف ان المغفره تفوق العقاب بمراحل وكيف ان الله هو الخالق القادر يحثك ويوجهك الي الصواب بحب وليس بترهيب وليس كما يحاول البعض تصوير الدين بشكل جامد وستجد ان الله هو من منحك العقل لتفكر وهو من امرك بالبحث اكثر واكثر حتي تتيقن من وجوده وليس ان تكون تابعا لاحد .. التبعيه فقط لله ولا احد غيره .. ولو ان الله كان يأمرنا بالتبعيه لما كانت اول كلمات وحييه علي اشرف الخلق محمد بـ ” اقرأ ” وهي اول رساله وجهها الله لنبيه والمسلمين وهي القراءه .. اي ان تتعلم وتعي وتفهم وتستوعب وتحرك ذلك الجمود الذي نتوارثه في عقولنا .. وعلي مر العصور انزل الينا الرسل والانبياء حتي نعرف الحقيقه ولكن للاسف هيهات ان نفهم !!!!

لا تتعامل مع الله كالمدير الذي تخشي اغضابه حتي لا يصيبك العقاب .. بل تعامل معه كالحبيب او الحبيبه التي تتمني رضاها .. واعتذر علي هذا المثال .. ولكن الغرض منه هو ان تحب الله .. اعشقه .. وستجد نفسك تسعي الي رضائه .. وان اخطأت اعتذر .. فهو يحبك ايضا وربما اكثر مما تحبه .. فسيسمعك ويغفر لك كل الخطايا .. ولن تجد احدا لترتمي في احضانه سواه .. لنا موعد معه خمس مرات يوميا ونتكاسل .. نغضبه و الأكثر اننا نتفنن في اغضابه واحيانا نتطاول عليه ولكنه يسامح فور ان تذكره … هل هناك مافي الكون يحمل هذه الصفات .. هل هناك من يستحق حبا اكثر من غافر الذنوب والراعي والحارس لك في حياتك … فقط الايمان واليقين فقط ما سيشعرك بوجوده .. تجرد ما في حياتك من اوهام وافكار زرعناها وحاول ان تكتشف الله وصدقني ستجده في كل لمحه من لمحاتك … ساعتها فقط ستعرف ان الموت ليس مجهولا او شرا كما حاول البعض ايهامنا بل هو اجمل شيء يمكن ان تناله وهي رؤية حبيبك وعشق حياتك رب الخلق اجمعين ! .. لذلك فمالك واهلك ومنصبك وسنوات عمرك واسمك وجسدك واعضائك منتهيه الان او غدا او بعد مائة عام .. النتيجه واحده .. انك ستواجهه وحدك بحجمك الحقيقي الذي هو في المحصله لاشيء من الاساس .. ولك الاختيار في تواجهه مرعوبا او ان تواجهه مواجهة المحب العاشق المشتاق لرؤيته .

ملاحظه هامه : لمن لا يعرفني فأنا لست عالما دينيا او ادعي ذلك وليس لي اي قدر من القيمه التي يمكنها ان تؤهلني لان اكون واعظا او قديسا فأخطائي ربما تتفوق علي اعتي الجبال ارتفاعا .. ولكنها رساله احببت توجيهها الي نفسي اولا او الي من يحب ان يستمع .

عن مصطفي عبدالوهاب

مصمم ومطور مواقع الإنترنت .. أهوي التدوين التقني والأدبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *